مسائكم / صباحكم عـسل
ربما موضوعي غريب شوي لكن له ابعاد وزوايا لمن يريد الاستذاكار لمفرداتها
الكثير منا نشأ و كبر ... ولم يعلم أنه لايزال في عين أمه صغيراً ...
لا يعلم أن أمه لازالت تنتظر منه أن يعوضها ...
لو نظرنا إلى أنفسنا هل نستطيع العيش دون أن نجد من يشبع عواطفنا ...
من يشبع فينا الرغبة الملحة في إظهار المودة والمحبة ...
كلنا الشباب اليوم لدينا من نحبه ونضمه بحنان وحميمية ...
إما صديق أو زوج أو ابن أو أخ ...
إلا هذه الأم المسكينة ...
لازالت تنتظر من يأتي إليها ويضمها إلى قلبه ...
ويدعه ليحكي لقلبها ... فتتحاكى القلوب ...
فيشكو ذلك القلب المُعنّى لذلك القلب الشاب الذي لم تهده الآلام بعد ...
فيضمد جراحه ... ويواسيه ...
بل ويشعره بالقرب ... فمن أولى بقربك غير أمك !!
ومضة
يقول شكسبير :
لا توجد في العالم وسادة أنعم من حضن الأم ... ولا وردة أجمل من ثغرها !!!
ذلك الصدر الحنون .. والقلب الكبير الذي طااااالما اتسع لهمومك صغيرا ...
قل لي بالله .. من حمل همك حتى رزقت بوظيفة ..
من الذي ذرفت دمعاته حين جار الناس عليك ..
من الذي رعاك وحرم نفسه متع الحياة ولذائذها حين مات عائلك ..
وبقيت هي لاتدري ما تسد .. فزوج فارق .. وابن تيتم ...
ومستقبل لا تعلم مداه ...
فشدت الوثاق .. وعزمت ألا تتزوج لترعاك ...
أخذت على نفسها موثقاً ألا تسمح لأحد أن يناديك يتيم ....
فلما شب ذاك الأمل عن الطوق ... إذا به يبحث عن زوجة تؤويه ..
وإذا بها تحلم في زوج يؤويها ...
فرحت لكم في يوم الفرحة الكبرى ... ابتهجت .. دمعت عيناها ...
رفعت أكفها تدعو بالتوفيق ... استقبلت التهاني ...
وحالها ... اسرحي يانفس وانسي من تكوني جاوزي جلجلة الموج الحرون ..
ومضت الأيام فإذا بها ترى ذلك الولد الذي كان يقابلها طوال يومه فيما مضى ...
إذا بها لا تراه إلا مع زوجه ...
فإذا حان المساء عاد لبيته ..
وكأنه أصبح اليوم عليها ضيفا .. وعنها أجنبيا ...
أصبحت كلما زارتها .. تنشغل في أولادها ..
فاجلس ياهذا .. وكل ياهذا .. حتى إذا جاء الزوج خرجت ....
وكأنها أصبحت اليوم ضيفة عليها ..
وحالها ...
محال أن ترى صدرا أحن عليك من صدري ...
استوحش عليها البيت ... أتناجي زواياه !! ...
أتضع يدا عى خد وتجلس تستعيد الأيام الخوالي ...
هناك دراسة نفسية ذكرت سبب كون الرجل إذا شاب وكبر أبناؤه وكبرت زوجه بحث عن زوجة ،
وكون المرأة إذا كبرت فإنها لا تفكر في هذا الأمر
_ إلا من لم تشبع عواطفهم أصلا _ وهذا أصل في ديننا الحنيف إذ الرجل يباح له الزواج من أربع ولا يستنكر زواجه وإن ....
والمرأة لايباح لها إلا رجل واحد .... أشارت الدراسة إلى أن الرجل إذا جف
نبع الحنان القديم بحث عما يجدده _ الزواج _ أما المرأة فإنها تنتظره من ابنائها
وأحفادها ... ... ...
ونحن الآن نتسائل .. إذا ووجهت بالصد والتجاهل ... فأين تذهب !!!
فلنذهب اليها الآن .. ولنغمرها بحنان ... ولنحضن حضنا حوانا صغارا ...
لتكن صريحة .. صارخة ... دافئة ... أو باكية ... متحشرجة ...
أحبك ياأمي ... لا حرمني الله منك ...
أين القبلات على القدمين ..... نعم على القدمين ..
تذكر لي احدى اخواتي المقربات موقفا لا زال عالقا بذاكرتي ...
تقول انها كانت قبل أن تتزوج إذا اشتاقت لأمها أكبت على قدميها تقبلها ..
فلما كبرت البنت وأنجبت فإذا العجب!!
ابنة لها تبلغ 4 سنوات ... إذا استيقظت من النوم أكبت على قدميها تقبلها ..
تقول : ووالله ماعلمها أحد .. وما رأت أحدا يفعلها .. ولكن... كما تدين تدان !
احضنها وارقب الدمعات في عينيها .. لا تخجل .. هي أمك ..
ستموت يوما ما ثم لن تعود ولو تصعدت في السماء ..
هي باااااااااااااااااب ..... إذا أغلق .. تالله لن ينفتح !!
اغفر الزلة .. واصفح ..وسامح .. وانسَ ماكان ...
فستموت .. ستموت
رآق لي..
منقول..